البيت الابيض … الكنائس الانجيلية … والعالم العربي !

12 01 2009

لقد صار ظاهرا للعيان المكانة التي تحتلها الكنائس الانجيلية في السياسة الامريكية، اضافة للدعم اللامشروط الذي تقدمه لاسرائيل التي يعتبرونها ترجمة لنبوؤة انجيلية. هاته الكنائس لا ينحصر دورها في الدعم المعنوي لاسرائيل بل يتجاوزه الى الدعم المالي لتسهيل وتشجيع هجرة اليهود (من روسيا وأوكرانيا) اليها. وفي هذا الصدد يقول الحاخام Yechiel Eckstein (الذي يدير أحد أهم وكالات جمع التبرعات المالية وسط الانجيليين في الولايات المتحدة ) أن وكالته تمكنت في ظرف 7 سنوات من جمع وارسال أكثر من 100 مليون دولار الى اسرائيل !


Yechiel Eckstein

في أكتوبر 2003، عرف فندق الملك داوود بالقدس اجتماعا بين متطرفين صهاينة وانجيليينن كان من بينهم Richard Perle (آنذاك مستشار في وزارة الدفاع الأمريكية وأحد مستشاري بوش النافذين) ووزراء من حكومة شارون، وذلك للاحتفال بقرب مجئ أو قيام “أورشليم السماوية” التي ستقوم على أنقاض الاسلام. [ورد هذا الخبر في برنامج « Zone libre » على موجات راديو Radio-Canada بتاريخ 23 يناير 2004]

الأرقام المتداولة تشير الى أن الكنائس الانجيلية تضم أكثر من 70 مليون مواطن أمريكي، وتعتمد على مئات الآلاف من المبشرين موزعين بين أمريكا اللاتينية (عبر الاتحاد الانجيلي لأمريكا الجنوبية، خاصة في البرازيل التي يظن أن للكنيسة أكثر 30 مليون منخرط)، اليابان، افريقيا ( حيث كان للكنيسة وللانجيليين المقربين من الرئيس Gbagbo دور كبير في الأحداث التي عصفت بساحل العاج)، أوربا، وحتى في الهند (Indian Missions Association -IMA) أو الصين …

لكن الأمر الغير معروف أو الغير معلن هو الدور الذي تلعبه الكنائس الانجيلية في رسم سياسات واشنطن في العالم العربي من اجل تقسيمه تمهيدا لميلاد “الشرق الاوسط الكبير” الخاضع كلية للولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل. وللوصول الى الهدف المنشود يتحرك الانجيليون على عدة محاور:

– الطعن المستمر في الاسلام عبر دعايات ممنهجة تربط باستمرار بين الاسلام والارهاب والشر. وتعد المملكة العربية السعودية هدفا محببا لهم اما عبر التشهير بها أو العمل على دعم أقليات طائفية بهدف زعزعة الاستقرار فيها.

– استعمال ورقة النصارى العرب كما هو الشأن في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق.

في لبنان، يجوب المبشرون الانجيليون البلاد في فترة الصيف تحديدا متبعين خط سير مرسوم بدقة بتنسيق مع السفارة الأمريكية. يستهدفون خلالها النصارى العرب (خاصة المارون) عبر تنظيم الحفلات واللقاءات في الشواطئ وغيرها بهدف جرهم الى تبني أفكارهم وتهييجهم ضد الاسلام والمسلمين مستعملين العديد من المغريات كتوزيع المنح الدراسية وتسهيل الحصول على أوراق الاقامة في الولايات المتحدة بالاضافة الى امتيازات أخرى.

نفس الألاعيب تستعمل في سوريا وان بأسلوب أكثر تكتما نظرا لاختلاف الوضع بالمقارنة مع لبنان.

في العراق، استغل الانجيليون الاحتلال ليصنعوا لأنفسهم موطئ قدم في أرض الرافدين. فبدأوا بتوزيع الدولارات على الكنائس المحلية لتحويل النصارى العراقيين الى مصادر فتنة بعدما كانوا منسجمين متمتعين بحقوقهم كاملة داخل المجتمع (الشيء الذي حذر منه الفاتيكان … ليس كرما منه لكن خوف من انقراض الكاثوليك في العراق اما بتحولهم الى بروتستانت أو بتركهم للعراق).

وتظل جهود تنصير المسلمين هي محور وأساس مخططات الانجيليين. فبالاضافة الى الاعتماد على مبشرين منتشرين في العالم العربي داخل شبكات منظمة وتسويق النصرانية في قالب مشابه للنسق الاسلامي بغية عدم تنفير المسلمين، نجدهم يلعبون على روقة الاثنيات لخلق نزعات انفصالية ومعادية لكل ما هو عربي: الأكراد في العراق وسوريا، القبائل والأمازيغ في المغرب العربي.

في الجزائر، بحسب جريدة الوطن الجزائرية -عدد 26 و27 يوليوز 2004 ” التنصير في منطقة القبائل قائم على حركة تبشرية منظمة بدقة وممولة على أعلى مستوى. ففي الجزائر ينتشر المبشرون في كل ما هو مرتبط بالاعمال الانسانية موجهين أنظارهم نحو المناطق والاشخاص المعوزين، هناك أشخاص يتنصرون مقابل مبالغ مالية (2000 دينار جزائري، حوالي 20 يورو) أو وعود بالعلاج والسفر للخارج. وتساهم السفارات الأجنبية في ذلك بمنحها بسهولة فائقة تأشيرات شينجن لكل من يعلن أنه نصراني مضطهد”. أما وكالة الأنباء الجزائرية -15 ماي 2004- فتؤكد أن “أكثر من 74% من الذين يحضرون القداسات يفعلون ذلك للحصول على مساعدات مالية من المبشرين”.

من جهتها تشير جريدة Le Jeune Indépendant -بتاريخ 16 غشت 2004- الى استهداف الكنيسة البروتستانتية في مدينة قسطنطينة لطلاب الثانويات “يعدون الطلبة بدعم دراسي مجاني. وبالاضافة الى الدروس يوزعون عليهم أقراص مدمجة وكتيبات تبشيرية. وقد تكرر نفس هذا السيناريو في مدينة تيارت ومدن أخرى”. وهناك أيضا عدة معطيات تشير الى أن موظفين في السفارة الأمريكية يقيمون بزيارات متكررة لمنطقة القبائل بغية تسهيل عمل النصرين.

في المغرب تنشط عدة منظمات تنصيرية (أمريكية بالخصوص) تشتغل بتكتم في المناطق النائية الفقيرة وكذلك في المدن الكبرى. فنجد أن منظمة مثل Arab World Ministries وهي منظمة تبشيرية دولية تعلن صراحة أن هدفها الرسمي هو ” نشر البشارة السارة حول الفادي المخلص الى المسلمين في العالم العربي”. وتشير التقديرات الى أن عدد عملائها يبلغ أكثر من 800 شخص أي 3 مرات ضعف ما كان عليه عام 2002.
بحسب جريدة Le Matin المغربية عدد 17 مارس 2005 فان هؤلاء العملاء يتسترون وراء مهن معينة كأطباء و متطوعين في الاعمال الانسانية وأساتذة وأيضا كمستثمرين. وفي تعليق لها على الزيارة التي قام بها الانجيلي Josh McDowell ممثل حركة Crusade for Christ International (أكثر من 7000 متطوع عبر العالم) الى المغرب، عنونت مجلة Le Journal-hebdo في عددها الصادر بتاريخ 08 يناير 2005 احدى مقالاتها قائلة: ” البروتستانت الامريكيون يزحفون على المغرب”

Josh Mc Dowell

Josh Mc Dowell

تحركات الانجيليين  تكون مدعومة بالعديد من المحطات الاذاعية والتلفزية الممولة من طرف الكونغرس والمخابرات الأمريكية CIA: راديو المحبة الذي يبث على مدار اليوم على القمر الاصطناعي Eutelsat Hotbird 3، قناة CNA-Channel شمال افريقيا، قناة Arabvision، قناة الحياة Life-TV، قناة المعجزة Miracle Channel، الخ. هذا دون الحديث عن قناة البروباغندا الأمريكية “الحرة”.
الدعاية لاتتوقف عند هذا الحد بل نجدها أيضا في مشاريع تطوير الأنترنت، كبرنامج Global Internet Policy Initiative الصادر عن كتابة الدولة الأمريكية والذي يدخل في اطار مبادرة شراكة للشرق الأوسط (MEPI) تشمل لحد الآن دول الجزائر، المغرب، تونس، مصر، سوريا، لبنان، السعودية، الأردن، العراق، البحرين، الكويت، عمان، قطر، الامارات، اليمن وفلسطين. [الهدف المعلن من هذا البرنامج هو دعم الولايات المتحدة للتغيير في العالم العربي عبر تشجيع الديموقراطية وتطوير النظم الاقتصادية والاجتماعية والمساواة بين الجنسيين !!!]

المصدر:

Les Églises évangéliques et le jeu des États-Unis dans le  monde arabe –  Observatoire d’études Géopolitiques /  Charles Saint-Prot

***************************

– الترجمة: المدون

– ما كتب باللون الأخضر: تعليقات المدون


إجراءات

Information

2 تعليقان

2 02 2010
غير معروف

حتى متى ستبقون متخلفين؟؟؟؟؟؟

6 03 2010
ابن تاشفين

كل اناء بما فيه ينضح

أضف تعليق